هل يعتبر بولس الرسول هو مؤسس المسيحية ؟

 هل بولس الرسول تحدث عن الثالوث نعم تحدث، تحدث عن الفداء؟ نعم، تحدث عن العشاء الرباني؟ نعم، تحدث عن ألوهية السيد المسيح؟ نعم، تحدث عن المجيء الثاني؟ نعم، إذا فهو مؤسس المسيحية؟ 

بولس الرسول

الرد علي الشبهات  : لا ليس هو.

نتحدث في هذا الموضوع هذا في عدة محاور. الله المحور الأول: انتشار المسيحية قبل تجديد الرسول بولس. الله المحور الثانى الرسول بولس وماذا قال عن نفسه؟ الله المحور الثالث: توافق تعليم الرسول بولس والأناجيل.

المحور الأول: 

انتشار المسيحية قبل تجديد الرسول بولس:

 المسيحية قائمة على شخص السيد المسيح، السيد المسيح نشر دعوته من خلال تلاميذه قال لهم فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِدُوهُمْ بِاسْمِ الآب والابن والروح الْقُدُسِ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ ما أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمُ كُلُّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاء الدهر». آمين." (مت ۲۸ : ۱۹ - ۲۰)، بعد صعود السيد المسيح حل الروح القدس على التلاميذ وبدوا أن يكرزوا، ففي يوم واحد وعظة واحدة لبطرس الرسول وعظ عظة أدخلت في الإيمان ۳۰۰۰ نفس، والكرازة انتشرت مثلما ذكر في أعمال الرسل قال من أورشليم اليهودية وبدأ في السامرة ووصل الصور وصيدا كل هذا ولم يكن بولس الرسول دخل الإيمان الإيمان كان موجود والعقائد الإيمانية وركائز الإيمان كانت موجودة، قبل بولس ما يدخل الإيمان ولا يقدر أن يدخل يغير في الإيمان لأنه كانت المسيحية انتشرت بالفعل.

المحور الثاني: 

الرسول بولس ماذا قال عن نفسه؟

الرسول بولس له ثلاثة مميزات خاصة به، أولاً عنده جنسية رومانية ثقافة يونانية يهودي فريسي أبن فريسي متعصب جداً متعلم على يد عمالائيل هذا أكبر معلمي اليهود دارس جيداً للعهد القديم، هذا الذي جعلة يقف ند للمسيحية، لدرجة إنه لما كانوا يرجموا أسطفانوس كان واقف يحرس ملابس الذي يرجموه فهو موافق علي ما يفعلوه لحين ما حصلت نقلة في حياته تجديد في حياة بولس الرسول وهو ذاهب لدمشق لكي يأسر أو يقبض علي مسيحين من هناك ظهر له السيد المسيح، بولس الرسول سأله سؤالين من أنت يا سيد و يا رب ماذا تريد أن أفعل، وبهذين السؤالين بدأ تجديد بولس وأن يصبح مسيحي وفعلاً خلال ثلاثة أيام عمل لحين وصول حنانيا وصلي له وأنزل من عينه قشور، والكتاب يقول "وَقَامَ وَاعْتَمَدَ" (أع ۹: (۱۸) التجديد هنا لبولس الرسول كان تجديد له هو وليس تجديد للمسيحية كلها بمعنى الذي دخل واتغير من كان يهودي متعصب إلى مسيحي وهو بولس الرسول، كان دارس جيداً لدرجة أنه عرف أن يقف بعد ذلك أمام اليهود ويقنعهم أن يسوع هذا هو المسيح. بولس ماذا قال عن نفسه؟ هل هو تعالى وإنه هو شيء كبير في المسيحية وأن له مركز وأن له سلطان، لا، هو بالعكس نهائي بولس يقول في رومية بولس، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُو رَسُولًا، الْمُفْرَز لإنجيل الله " (رو (۱: (۱). أنا عبد ليسوع المسيح وأنا أنا مدعو رسول وأنا مفرز بمعنى مخصص مكرس للبشارة الى الله، وفي كورنثوس الأولى بولس يقول بولس، الْمَدْعُو رَسُولًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ " ( ١ كوا: (۱) هو رسول، هو عبد، بولس، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ، إِلَى القديسين" (أف (۱: (۱) ، كل كلام بولس الرسول أن هو عبد ورسول ولم يتحدث عن نفسه ولا مرة أن هو أكثر من أنه كارز كان نشاطه أن يكرز، يقول "فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، ولَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلٍ يَسُوعَ " ( ٢ كو ٤ : ٥).

ونجد في أعمال (١٤) قصة شفاء مقعد من بطن أمه خاف أن يعتقد الناس إنهم ألهه فبولس وبرنابا قال لهم لا " أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا ؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ الأم مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ" (أع ١٤: ١٥). بمعنى نفى تماماً أن يكون له أي سلطة أو سلطان، هو فقط يكرز ويبشر.

المحور الثالث:

 توافق تعليم القديس بولس مع الأناجيل:

من الذي كتب الأول الأناجيل ولا رسائل بولس الرسول؟ الذي كتب الأول هو رسائل بولس الرسول بولس الرسول من أول رسالة له التي هي تسالونيكي الأولى حتى آخر رسالة التي هي تيموثاوس الثانية كتب في الفترة ما بين ٥٠ إلى ٦٠ ميلادية، في هذه الفترة هو كتب رسائله وكانت الأناجيل لم تكتب فجاءت شهادة القديس بولس أسبق من شهادة الأناجيل المكتوبة ولكن هي متوافقة تماماً ومطابقة تماماً مع الإنجيل الشفوي الذي كان يكرز به كل الآباء الرسل وقد حافظ المؤمنون هذا الإنجيل شفوي في قلوبهم وأستقر في وجدان الكنيسة ولم يحد عنه الرسول بولس، يقول أنه أستلم "وَأُعَرَفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ " (1 كو ١٥: (۱)، "فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ " ( ١ كو ١٥: - (٤) الذي أستلمه يقوله لهم، وفي رسالة العبرانيين يقول لهم "لذلك يجب أن نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلَّا نَفُوتَهُ، فَكَيْفَ تَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاصًا هذا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا" (عب ۲ (۱ (۳) هنا يريد أن يقول لهم أنه لم يخترع معتقدات مسيحية جديدة لكن هو أستلم تعليم شفوي وكرز به والتعليم الشفوي هذا كان مطابق تماماً للأناجيل لما كتبت، كيف؟

كيف تعاليم بولس لا تختلف تماماً بل بالعكس مطابقة جداً مع الأناجيل؟ بولس قال أنه يوجد ثالوث: نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ الله، وشركة الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمين." (٢) کو ١٣: ١٤). فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِدُوهُمْ بِاسْمِ الأب والابن وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. " (مت ۲۸: ۱۹). الثالوث الذي تحدث عنه بولس هو الذي تحدث عنه متى.

الفداء والخلاص هم محور كرازة الرسول بولس قال "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غَفْرَانُ الْخَطَايَا ، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ " (أف ۱: ۷).

الحقيقة الكلام هذا كله قاله مار مرقس "لأن ابن الإنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْدَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةٌ عَنْ كَثِيرِينَ». (مر ۱۰: (٤٥) بولس عندما تحدث عن الفداء لم يكن هو الذي اخترعه ولا هو الذي يقوله، ألوهية السيد المسيح بولس الرسول قال عن السيد المسيح أن هو ابن الله يقول مَعَ المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِي فَمَا أَحْيَاهُ الآن فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي." (غل ۲ (۲۰) بمعنى أنت يا بولس عارف أن أبن الله تساوي لكلمة الله وأنت تقولها على المسيح الذي أحبني وأسلم نفسه هو أبن الله، هذا اللقب قيل كثيراً في الأناجيل ففي يوحنا يقول "وأنا قد رأيتُ وشهدت أن هذا هُوَ ابْنُ الله» ." (يو ١: (٣٤) فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أكثر أن يَقْتُلُوهُ، لأنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْت فَقَط بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ." (يوه: (۱۸). نفس المنهج، نفس العقيدة، نفس التسليم الذي يتحدث عنه بولس الرسول يتحدث عنه يوحنا أيضاً.

هل المجيء الثاني للسيد المسيح بولس الرسول أخترعها؟

 لا لم يخترعها بولس يقول لأَنَّ الرَّبِّ نَفْسَهُ بهتاف، بِصَوْتِ رئيس مَلائِكَةِ وَيُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا " اتس ٤ : (١٦). فَيُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ ببُوقٍ عَظِيمٍ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الْأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أقصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائها. " (مت ٢٤: (٣١)

هنا نوصل لنقطة أن بولس الرسول ليس هو مؤسس المسيحية أنما هو كرز بالذي استلمه من تعليم الكنيسة الأولى والتي نجدها مطابقة جداً للأناجيل.