كيف حدث الطوفان؟ وما الذي سبَّبه؟!
ولكن يبقى السؤال الأخير:
من أين كانت البداية؟ ما هي الشرارة
الأولى التي فجرت ينابيع الغمر، وفتحت طاقات السماء، وبسببها تكاثفت الأبخرة
المحيطة بالأرض وتساقطت سريعًا كأمطار؟
أولًا: نتيجة عبور كوكب سيّار بالقرب من
الأرض:
يقول د. فيلبي أن عبور كوكب صغير سيار على
مسافة من الأرض وبسبب الجاذبية، يؤدي إلى إحداث دمارًا شديدًا بالأرض، مما سبَّب
في النهاية إلى إنهيار مظلة البخار المحيطة بالكرة الأرضية، كما أدى إلى انفجارات
تحت سطح الأرض.
ولقد قام الجغرافي د. دونالد باتن بأبحاث
كثيرة حول نظرية الطيران المنخفض، وأكد أن له الجاذبية المتبادلة بين كوكب الأرض
والكواكب السيارة، قد تسببت في انهيار المظلة، وإحداث الموجات المدية والانفجارات
البركانية، وتبعًا لذلك أدى إلى ارتفاعات هائلة في قاع البحر، مما أعاد تشكيل سطح
الأرض بصورة جديدة.
ويعتقد باتن أيضًا أن للمذنبات دورًا
إيجابيات في إحداث الطوفان، حيث تحمل كمية هائلة من الغاز المتجمد، وحبيبات الثلج،
وأجسامًا صلبة في درجة حرارة -200 ف، وقد إلتقط الغلاف الجوي بعضًا من هذه الأجسام
التي تحمل شحنة كهربية.
ويؤكد د. فيلبي هذا الكلام بقول: "إن
زرع غلافنا الجوي بحبيبات صلبة شديدة البرودة وبغبار شهبي، يعلل بسهولة طوفان
المطر الذي رآه نوح،
ويؤكد سقوط كمية هائلة من الثلج على سيبيريا Siberia.
ثانيًا: نتيجة اصطدام شهب بالأرض:
ويؤكد ديف بالسيجر Dave Balsiger و تشارلز سيليار Charles Sellieer في مؤلَّفهما
"بحث في فلك نوح"، أنه نتيجة دراستهما
وأبحاثهما أمكن التوصل إلى أن اصطدام الشهب بالأرض كفيل بأن يُحدِث ارتجاجًا
شديدًا بالقشرة الأرضية.
كمان أنه أوجد ظروفًا مواتية لإحداث الطوفان
الشامل، نتج عنه زلازل وبراكين وارتفاعات في قاع البحار والمحيطات، وأدى بالأكثر
إلى انهيار مظلة البخار المحيطة بالأرض.
والمعروف أن فرص سقوط شهب على سطح الأرض في
قرون ما قبل التاريخ أكثر بكثير مما هو بعد التاريخ، وتؤكد ذلك الموسوعة
البريطانية The Encyclopedia Brittanica.. وذلك مثل شهب ونسلو Winslow في أريزونا
بأمريكا، وريس كيسيل Ries Kessel في
بافاريا Bavaria بألمانيا (70
كم من شمال غربي ميونخ).. وقد حدث مؤخرًا عام
1908 مثال
لهذا في وادي تانجاسكا Tunguskaفي
سيبريا.. ودمر غابات يزيد نصف قطرها على 20 ميلًا، وسبب هزات أرضية تم رصدها
في العالم كله! كل هذا بسبب شهب صغير جدًا لا يُقارَن بالشهب التي سقطت في
الماضي البعيد.
أين
ذهبت مياه الطوفان؟! ونتائج ما بعد الطوفان..
أين ذهبت مياه الطوفان؟! هل تبخرت مرة
ثانية؟ هل تسربت بين حبيبات القشرة الأرضية مكونة المياه التحت سطحية
والمياه الجوفية؟
إن الأمر ليس بهذه الحيرة، فالمياه التي غطت
كل الأرض ووزنها الضخم يعمل في اتجاهين: الأول أفقي والثاني رأسي.. ومحصلة
القوة الأفقية أدت إلى إبعاد اليابسة عن بعضها البعض، أي أدى إلى زيادة المسافة
بين القارات، مما أدى إلى إتساع حوض الماء في العالم، وهذا الأمر لازال قائمًا حتى
وقتنا هذا..
أما القوة الرأسية فأدت إلى:
أ- تعميق حوض الماء
ب- كرد فعل لهذه القوة، أدت إلى إرتفاع
الجبال أكثر مما كان.
ومن هنا حدثت أربعة متغيرات:
1- إنخفاض قاع البحر.
2- إتساع حوض المياه (البحار).
3- إرتفاع قمم الجبال.
4- إنخفاض منسوب المياه كنتيجة للعوامل
الثلاثة السابقة.
نتائج ما بعد الطوفان:
أولًا: تغيير جغرافية الأرض:
وهو ما نعني به المناخ وتغير شكل القشرة
الأرضية.. وذلك بسبب فقدان مظلة بخار الماء التي كانت تحيط بالكرة
الأرضية.. ويتحدث المزمور عن موضوع تكوين السحب، وعدم حدوث
طوفان مرة أخرى قائلًا: "المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع إلى الدهر
والأبد.
كسوتها
الغمر كثوب فوق الجبال، تقف المياه من انتهارك، تهرب من صوتك رعدك، تفر، تصعد إلى
الجبال، تنزل إلى البقاع، إلى الموضع الذي أسسته لها. وضعت لها تخمًا لا
تتعداه.. لا ترجع لتغطي الأرض" (مز5:104-9).
وبسبب تكوين الجبال الشاهقة، أدى ذلك إلى
سرعة كشف اليابسة (بعد 40 يومًا).
ثانيًا: عمر الإنسان:
أدى زوال بخار الماء إلى دخول كميات كبيرة
من الإشعاع من أنواع متعددة، وربما أيضًا إلى دخول غبار وغازات من كواكب أخرى،
مخترقة الغلاف الجوي الذي تغير لفقدانه لذلك السُمك الهائل من البخار، الذي كان
بمثابة المصفاة.. وكل هذا أدى إلى إنقاص عمر الإنسان.. كما هو موضح من
الدراسة في الشكل التالي:
ثالثًا: ظهور قوس قزح:
ويقول د. موريس أن قوس
قُزَح الذي
أعطاه الله هو نتيجة أخرى لتغير الغلاف الجوي للأرض بعد الطوفان، فقوس قزح هو
انعكاس لضوء الشمس يظهر عادة بعد المطر؛ حيث يظهر حينما ينكشف جزء من السماء بعد
اختفاء السحب. ولقد ظهر لأول مرة بعد الطوفان كعلامة ميثاق من الله لنوح أنه لن يعود يهلك الأرض بالطوفان
(تك17،11:9).
ومن الجدير بالذكر أن قوس
قزح لم يظهر سابقًا لأن كل السماء كانت مغطاة بالسحب وبخار الماء الكثيف..
تعليقات: (0) إضافة تعليق