الطوفان و نوح النبي
مقدمة
إهتمت المؤسسات العلمية الكبيرة بتمويل
البحوث والدراسات حول كثير من الأمور الإنسانية، كعلاج كثير من الأمراض، وإستكشاف
أعماق الأرض، وإستخراج خيراتها، والصعود إلى الفضاء لإستكشاف أسراره..
ويتوصل العلم كل يوم إلى نتائج مبهرة في كل مجال لخدمة ورفاهية الإنسان، وتوصل
العلماء إلى معرفة الكثير من أسرار الكون.
ولكن يوجد سر غامض يرجع تاريخه إلى ما يقرب
من 5 آلاف سنة، وهذا السر لم يسع العلماء والباحثون إلى الكشف عنه طوال هذه
السنوات.
هو سر بناء خشبي ضخم على شكل سفينة موجودة
على إرتفاع نحو 14000 قدمًا على جبل
آرارات(جبل
أراراط) بتركيا، مدفون تحت الجليد.
سر مركب خشبية تحدث عنها المستكشفون منذ 700
سنة قبل الميلاد.
هذه المركب كتبت عنها وسائل الإعلام، وتحدثت
عنها السلطات الحربية التركية، مقرين ومعترفين بوجودها في الثمانينات من القرن
التاسع عشر.
تلك المركب التي تم تصويرها عن طريق بعثة
دراسية سنة
1955، حيث وجدت على عمق 35 قدمًا تحت سطح الجليد. وعلى أخشاب هذه
المركب أجريت اختبارات علمية عديدة؛ وقد أثبتت هذه الاختبارات أن عمر المركب
يتراوح ما بين 1200 إلى 5000 سنة.
وفي بداية السبعينات قامت طائرات التجسس
الأمريكية والأقمار الصناعية الحربية الخاصة بالتنبؤات الجوية بتصوير هذا الهيكل
الخشبي على جبل أرارات.
إن هذا السر العجيب يكشف حقيقته الكتاب المقدس الذي يعتبر المصدر التاريخي الوحيد
الذي أرَّخ تفاصيل هذا البناء الضخم.
وكنا نحتاج للكثير من البحث والدراسة
للتأكد. هل هذا البناء الخشبي الضخم الموجود حاليًا على جبل ارارات هو فلك
نوح الذي تحدث عنه سفر التكوين؟! وكيف وصل إلى هذا المكان؟
وفي أيامنا هذه يعرف حوالي بليون ونصف بليون
من الناس مسيحيون ويهود ومسلمون قصة نوح الذي نجا من الطوفان
العظيم (تك
6-8).
وتسلمت الأجيال السابقة هذه القصة بتسليم
كامل، وعاشت القصة في تاريخ البشرية على مدة 5000 سنة.
ولكن بعد ظهور البحث العلمي، واهتمام البعض
بالتشكيك في صحة هذه القصة وغيرها من قصص الكتاب
المقدس، كان لزامًا على البشرية تسخير البحث العلمي لتأكيد هذه القصة
كحقيقة مؤكدة كما ذكرها الكتاب المقدس.
ولعلم الآثار دورًا هامًا في تأكيد صحة هذه
القصة وغيرها من قصص الكتاب المقدس، ولقد كان لنابليون بونابارت وحملاته العسكرية
الفضل الأول في ذلك؛ فقد أتى نابليون بونابرت لغزو مصر ومعه 328 سفينة و38000 شخص من
باريس. وبالرغم من أن حملة نابوليون بونابارت على مصر كانت حملة فاشلة بكل
المقاييس العسكرية (حيث لم يتمكن من الاستيلاء على البلاد أكثر من سنة واحدة)، غير أن الحملة
كان لها نتائج علمية مبهرة..
حيث
رافَق نابليون بونابرت 120 من العلماء والفنانين تركزت مهمتهم في البحث في أرض
مصر.. وكانت ثمرة هذا البحث العثور على حجر من البازلت الأسود سنة 1798 م في رشيد سني باسمها
(حجر رشيد). وكان هذا الحجر هو البداية الأولى لدور علم الآثار في خدمة
الكتاب المقدس. وبفك رموز اللغات الثلاثة المكتوبة على الحجر –وهي اللغة
الهيروغليفية [الكتابة المستخدمة في مصر القديمة] واللغة الديموطيقية [الشكل
المبسط للكتابة المصرية القديمة] واللغة الإغريقية- بدأت معرفة أسرار الماضي،
وكانت وسيلة لإلقاء الضوء على قصص الكتاب المقدس من خلال علم الآثار.
الطوفان
والتاريخ
هل قصة نوح حقيقة (سفر
التكوين 6-8)؟!
هل قصة نوح النبي أسطورة هادفة في الكتاب المقدس؟
أم هي قصه واقعية حدثت بالفعل؟
هل من الممكن أن يكون قد تم بناء الفلك
بالفعل، وظل عائمًا لمدة 13 شهرًا تقريبًا؟
هل من الممكن أن توجد سفينة (فلك) بالضخامة
التي تسع كل المخلوقات؟ وهل كانت من القوة حتى تثبت أمام العواصف والأمطار
الغزيرة؟
هل بالفعل تغطت الأرض بالمياه؟
مجموعة من الأسئلة تحتاج لدراسة علمية،
وتحتاج إلى أدلة وبراهين قوية ومقنعة لأجل تأكيد ثقتنا في كل ما كتب في الكتاب
المقدس.
أولًا: الطوفان والتاريخ:
إن حدثًا كهذا لا يمكن أن يطويه
التاريخ.. فقد كان يعتبر كارثة عالمية.. وقد تم تسجيله في الكتاب
المقدس، ولكن ليس فقط.. فهذه القصة موجودة في خلال أكثر من 200 شكل على مدار
التاريخ.. عند سكان الإسكيمو في أمريكا الشمالية، وشعوب سيبيريا، وشعوب
فنلندا وشعوب أيسلندا، وأيضًا في الجنوب في نيوزيلندا، وعند سكان أستراليا
الأصليين، وفي أطراف أمريكا الجنوبية.. إلخ.
تعليقات: (0) إضافة تعليق