القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ البطاركة القديس مرقس الرسول سيرته كرازته واستشهاده 1

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد
السيرة الأولى من سير البيعة المقدسة سيرة مارى مرقس
الحوارى الانجيلى رئيس اساقفة المديناة العظمى الاسكندرية وأولهم



لما كان فى زمان تدبير الرب المخلص الرحوم بسوع المسيح عندما جعل له تلاميذ

يتبعونه كان اخوان ساكنين فى مدينة من أعمال الخمس مدن التى فى ا مغرب تدعى

كبرنابولوس. اسم أكبرهما ارسطويولس واسم الآخر برنابس وكانافلاحين وكانا يزرعان

ويحصدان وكأن لهما أواسى كثيرة وكانا عارفين بناموس موسى معرفة جيدة وحفظا

كتباً كثيرة من العتيقة ونالهما بلايا عظيمة من قببيلتى البربر والحبش ونهب جميع ما

كان لهما فى زمان أوغسطس قيصر ملك الروم ولأجل ذهاب مالهما وما نزل عليهما

من البلايا رحلا من تلك الكورة واهتما بخلاص أنفسهما وانتجعا إلى بلاد اليهود

وكان لأرسطويولس ولد ذكر يسمى يوحنا فلما سكنوا فى أعمال فلسطين بالقرب من

مدينة أورشليم وكان يوحنا الطفل ينمو وينشأ فى قامته بنعمة روح القدس وكان لهذين

الآخوين ابنة عم وهى زوجة سمعان بطرس الذى صار رئيس تلاميذ السيد المسيح وكان

بوحنا المذكور قد سموه مرقس وكان يأوى عند بطرس ويتعلم منه من الكتب المقدسة

التعاليم المسيحية ولما كان يوم من الأيام أخذ أرسطوبولس ولده مرقس إلى الأردن

فبينما هما ماشيان لقيهما أسد ولبوة فلما نظر أرسطوبولس اليهما مقيلين اليه ونظر

شدة غضبهما قال لولده مرقس يا ولدى هوذا تنظر غضب هذا الأسد المقبل ليهلكنا

فامض أنت الآن وانج بنفسك ياولدى ودعهما أن يأكلائى فكما أراد الله ضابط الكل

أجاب تلميذ المسيح مرقص القديس قايلا لأبيه لا تخف يا أبت المسيع الذى أومن به

ينجينا من كل شدة فلما قرب منهم الاسد صاح عليهما مرقص تلميذ السيد المسيح

بصوت عظيم وقال السيد بسوع المسيح ابن الله الحى يأمركما أن تنشقا وينقطع

جنسكما من هذا الجبل ولا يكون لكما فيه ولد إلى الأبد فانشقا الاسد واللبوة لوقت

والساعة من وسطهما وماتا لوقتهما من تلك الساعة وانقصع نسلهما فلما نظر

أرسطوبولس أبوه هذه الأعجوبة العظيمة التى ظهرت من مرقس ولده بقوة الرب يسوع 

المسيح الذى لا يغلب قال لولده أنا أبوك الذى ولدتك يامرقس أبنى وأنت اليوم أبى

ومخلصى ومنجى والآن يا ولدى الحبيب أنا وأخى نسئلك أن تجعلنا عبيداً للرب يسوع

المسيح الذى تبشر به وحبنئذ تعلم أبو القديس مرقس وعمه تعاليم المسيح من ذلك

اليوم ومريم أمه هى أخت برنابا تلميذ الرسل وبعد هذا كان فى تلك النواحى فى بلد

يسمى أزدود أصل زيتون كبير جدأ وكان الناس يتعجبون من عظمه وكان أهل تلك

المدبنة يسجدون للقمر ويصلون لشجرة الزيتون فنظر القديس مرقس صلاتهم وقال لهم

هذه الزيتونة التى تأكلون ثمرتها وتوقدون أغصانها للنار ثم تسجدون لها كالاله ماذا.

تصنع هوذا بكلمة الله الذى أعده آمر هذه الشجرة أن تسقط على الأرض بلا حديد

يدنو منها فقالوا له نحن نعلم أنك تعمل سحر الجليلى صاحبك ومهما أردته قعلته

ونحن فندعر الهنا القمر الذى أقام لنا هذه الشجرة الزيتون نصلى لها أجاب القديس

مرقس وقال لهم أنا أطرحها على الأرض فان أقامها الهكم فأنا أعيده معكم فرضوا.

بهذا القول منه وأبعدوا جميع الناس عنها وقالوا أنظروا لثلا يكون أنسان فيها

حينئذ دفع القديس مرقس وجهه إلى السماء وحول وجهه إلى ناحية المشرق وفتح فاه

ودعا وقال ياسيدى يسوع المسيح أبن الله الحى أسمع عبدك وأمر القمر الذى هو خادم

ثان لهذا العالم الذى يضئ فى الليل بأمرك وسلصانك أن يظهر صوته على هؤلاء الذين

اليس لهم اله ويعرفهم من خلقه وخلق جميع الخليقة ومن هو الله حتى يعبدوه وأنا أعلم

ياربى والاهى أن ليس له صوت ولا نطق ولا جرت عادته أن يكلم أحدا لكى يسمع

كلامه فى هذه الساعة بقوتك التى لا تقاوم ليعرف هؤلاء الذين ليس لهم الاه أن ليس

هو الاها لكنه خادم تحت سلطانك وأنت اله وهذه الشجرة التى يصلون لها تقع على

الأرض ليعرف الكل ربوبيتك أن ليس الاه الا أنت والآب الصالح والروح القدس المحى

إلى الأبد أمين وفى تلك الساعة عند تقام صلاته حدئت ظلمة عظيمة. نصف النهار

وظهر لهم القمر مضيئاً فى السماء وسمعوا صوتا من القمر قائلا أيها الناس القليلو

الأهان لست أنا الله فتعدونى بل أنا عبد الله ومن بعض خلقه وأنا خادم المسيح ربى

الذى يبشر به هذا مرقس تلميذه فهو وحده الذى نعبده ونخدمه عند ذلك سقطت شجرة

الزيتون وصار خوف عظيم على كلمن شاهد هذه الأعجوبة فأما القوم الذين كانوا

يخدمون الشجرة ويسجدون لها فانهم غضبوا وحرقوا ثيابهم ومسكوا القديس مرقس

وضربوه وسلموه لليهود المخالفين وطرحوه فى السجن وفى تلك الليلة رأى القديس

مرقس فى نومه السيد المسيح بقول لبطرس أنا أخرج كلمن هو معتقل فلما أنتبه من

نومه رأى أبواب السجن.مفتوحة فخرج هو وكلمن كان معه فى السجن وكانوا حفظة

السجن نياماً كالأموات ناما الجموع الذين شاهدوا ما كان قالوا مايتم لنا عمل مع

هؤلاء الجليليين''' لأنهم يفعلون هذه الأفعال ببعلزبول رئيس الشياطين وكان مرقس من

السبعين تلميذاً وهو من جملة الخدام الذين أستقوا الماء الذنى صيره سيدنا خمراً فى

عرس قانا الجليل وهو الذى حمل الجرة الماء فى بيت سمعان القريانى فى وقت العشاء

السرى وهو أيضأ. الذى كان يأوى التلاميذ فى منزله فى زمان الآم السيد المسبح ومن

بعد قيامته من الأموات حيث دخل عليهم والأبواب مغلقة وبعد صعوده إلى السماء

مضى مرقس مع بطرس إلى يروشليم وبشرا الجموع بكلام الله وظهر الروح القدس

لبطرس وأمره أن يمضى إلى المدن والقرى التى هناك فمضى بطرس ومعه مرقس إلى

عمل بيت عنيا وبشرأ بكلام الله وأقام بطرس هناك أيا مأ فنظر فى المنام ملاك الله

يقول له فى كورتين غلاء عظيم قال بطرس للملاك أى الكور تعنى قال له مدينة

الأسكندرية وكورة مصر وكورة رومية وليس هو غلاء من خبز وماء بل هو غلاء من قلة

معرفة كلام الله الذى تبشر به فلما أستيقظ بطرس من نومه قال لمرقس ما شاهده فى

منامه ومن بعد ذلك مضى بطرس ومرقس إلى أعمال رومية وبشرا هناك بكلام الله وما

كان فى السنة الخامسة عشرة من بعد صعود المسيح أنقذ القديس بطرس مارى مرقس

الأب الأنجيلى إلى مدينة الأسكندرية ليبشر فيها ويكرز يكلام الله وأنجيل السيد

يسوع المسيح الذى له ينبغى المجد والكرامة والسجود وللآب والروح القدس الله الواحد
إلى الأبد أمين .

المصدر تاريخ البطاركة للانبا ساويرس ابن المقفع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Samuel

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق