تامل في مثل الابن الضال

يُعدّ مثل الابن الضال أحد أشهر الأمثال التي رواها السيد المسيح في الإنجيل. ينطوي هذا المثل على معاني عميقة تُعبّر عن رحمة الله ومحبته اللامحدودة للبشر، حتى أولئك الذين أخطأوا وتاهوا عن طريق الصواب.

• الأب: يرمز إلى الله المحب والرحيم الذي ينتظر عودة أبنائه التائبين بفارغ الصبر.
• الابن الأصغر: يرمز إلى الإنسان الذي يبتعد عن الله ويسلك في طريق الخطيئة.
• الابن الأكبر: يرمز إلى الإنسان الصالح الذي يلتزم بطاعة الله، لكن قد يشعر بالغيرة من رحمة الله تجاه التائبين.

القصة:

يروي المثل قصة أب لديه ابنان. يطلب الابن الأصغر نصيبه من الميراث ويسافر إلى بلد بعيد، حيث يُبدّد أمواله في عيشة مُستهترة. عندما يُصبح فقيرًا ومُتعبًا، يُقرّر العودة إلى أبيه.

التأمل:

• رحمة الله: يرحّب الأب بابنه العائد بحب وفرح، دون لوم أو عتاب. يُمثّل هذا الرحمة اللامحدودة التي يُبديها الله تجاه الخطاة الذين يتوبون.
• المغفرة: يُسامح الأب ابنه دون شروط، ويُعيده إلى مكانه في العائلة. تُشير هذه المغفرة إلى قدرة الله على غفران خطايا البشر، مهما كانت كبيرة.
• التوبة: يُقرّر الابن العودة إلى أبيه بعد أن أدرك خطأه. تُمثّل هذه التوبة شعور الإنسان بالندم على خطاياه ورغبته في العودة إلى الله.
• الفرح في السماء: يُعبّر الأب عن فرحه بعودة ابنه بإقامة وليمة. يُشير هذا الفرح إلى فرحة الله بعودة كلّ خاطئ إلى طريق الصواب.

الدروس المستفادة:

• الله يُحبّ الجميع، حتى الخطاة.
• الله يُسامح كلّ من يتوب.
• التوبة هي مفتاح العودة إلى الله.
• الله يُفرح بعودة كلّ خاطئ إلى طريق الصواب.

يُؤكّد مثل الابن الضال على أهمية رحمة الله ومحبته للبشر، ويدعونا إلى التوبة والعودة إليه مهما ابتعدنا عنه. كما يُذكّرنا بأنّ الله يُفرح بعودة كلّ خاطئ إلى طريق الصواب.

الربط مع الإنجيل:

يُشير مثل الابن الضال إلى العديد من الآيات في الإنجيل التي تُعبّر عن رحمة الله ومحبته للبشر، مثل:

• "لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 3: 16)
• "لستُ أريد موت الشرير بل رجوعه عن طريقه وحياته." (حزقيال 33: 11)
• "هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا حاجة لهم إلى التوبة." (لوقا 15: 7)

ندعوك اليوم إلى التأمل في مثل الابن الضال، وإدراك رحمة الله ومحبته لك. إذا كنت قد ابتعدت عن الله، فلا تتردد في العودة إليه بالتوبة، فهو ينتظرك بفارغ الصبر.