القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة برج بابل

 في قديم الزمان، بعد الطوفان العظيم الذي غطى الأرض، بدأت البشرية تعود للحياة مجددًا. كان الناس جميعًا يتحدثون لغة واحدة، يفهمون بعضهم بسهولة، ويعيشون في سلام. وفي يوم من الأيام، قرر مجموعة من الناس السفر إلى أرض واسعة ومسطحة تُدعى شنعار. هناك، اتفقوا على أن يبنوا لأنفسهم مدينة عظيمة ليعيشوا معًا فيها، ولكن لم يتوقف حلمهم عند بناء المدينة فقط.

جمعوا أحجارًا من الطين وبدأوا يصنعون منها طوبًا قويًا، ثم قرروا بناء برجٍ عظيمٍ، ليس أي برج، بل برجًا يرتفع عاليًا حتى يصل إلى السماء! كانوا يريدون أن يكونوا مشهورين، ليقول الجميع: "انظروا إلى عظمة هؤلاء الناس، كيف استطاعوا أن يبنوا برجًا يصل إلى السماء!" وقالوا لأنفسهم: "إذا نجحنا في بناء هذا البرج، لن يفرقنا شيء، وسنظل معًا إلى الأبد".

برج بابل


لكن الله كان يراقبهم من السماء. ورغم أنهم كانوا متحدين، إلا أن نواياهم لم تكن صحيحة. أرادوا بناء البرج ليعظموا أنفسهم بدلاً من تمجيد الله. وعرف الله أن استمرارهم في هذا المشروع قد يقودهم إلى مزيد من التمرد والكبرياء. فقرر أن يتدخل.

قال الله: "إذا ظلوا يتحدثون نفس اللغة ويعملون معًا بهذه الطريقة، لن يمنعهم شيء من محاولة تحدي إرادتي". ففكر الله في خطة حكيمة. قرر أن يغير لغتهم! وبينما كانوا يعملون بحماس في بناء البرج، فجأة، بدأت أصواتهم تتغير.

أصبح كل شخص يتحدث لغة مختلفة عن الآخر! حاول أحدهم أن يطلب المزيد من الطوب، لكن الشخص الآخر لم يفهمه. حاول آخر أن يشرح كيفية بناء الجدار، ولكن بلا فائدة، فالأصوات اختلطت وأصبح التواصل بينهم مستحيلاً. ارتبك الجميع، وبدأوا في الجدال والبحث عن من يستطيع فهمهم. لم يعد أحد منهم قادرًا على العمل مع الآخرين.

وبسبب هذا الارتباك، اضطر الناس إلى ترك المدينة والتفرق في أنحاء الأرض. كل مجموعة أخذت معها لغتها الخاصة، وبدأت تعيش بعيدًا عن الآخرين.

وهكذا، توقف بناء البرج العظيم، وسُمّي ذلك المكان "بابل"، لأن الله "بلبل" ألسنتهم وجعلهم يتحدثون لغات مختلفة.

ومنذ ذلك اليوم، عاش الناس في أمم مختلفة، بكل لغة وثقافة مميزة، ولكن الله أراد دائمًا أن يتذكروا: النجاح الحقيقي يأتي من الطاعة له، وليس من السعي وراء الكبرياء والمجد الشخصي.

قصة بناء برج بابل تعتبر واحدة من أكثر القصص شهرة في الكتاب المقدس، وهي تقدم رسالة قوية عن كبرياء الإنسان ومحاولة التمرد على إرادة الله.

تفاصيل قصة بناء برج بابل:

بعد الطوفان، بدأت البشرية تعود للنمو والازدهار. كل الناس في ذلك الوقت كانوا يتحدثون لغة واحدة، مما جعلهم يتفاهمون بسهولة ويعيشون في وحدة. اتجه الناس نحو منطقة في بلاد شنعار (المعروفة ببلاد ما بين النهرين، حيث تقع حاليًا العراق). هناك قرروا الاستقرار وبناء مدينة عظيمة، وكان هدفهم الأكبر بناء برج ضخم في وسط المدينة.

الهدف من بناء البرج:

  • أراد الناس أن يبنوا برجًا عاليًا "يصل إلى السماء"، مما يعكس رغبتهم في إظهار قوتهم وتحقيق المجد لأنفسهم. قد يكون الدافع هو إثبات أنهم قادرون على تحدي الله والوصول إلى السماء بمجهوداتهم الشخصية.
  • قالوا لأنفسهم: "هلم نبنِ لأنفسنا مدينة وبرجًا رأسه في السماء، ونصنع لنا اسمًا لئلا نتبدد على وجه كل الأرض" (تكوين 11:4). هذا يعكس رغبتهم في تجنب التشتت والتفرق، وأن يعيشوا جميعًا في مكان واحد، متحدين في طموحاتهم.

تدخل الله:

  • الله نظر إلى ما كان يقوم به الناس، ورأى أن هذه الوحدة في استخدام اللغة الواحدة قد تؤدي إلى مزيد من التمرد والطموح غير المشروع. قال الله: "هوذا شعب واحد، ولغة واحدة لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه" (تكوين 11:6).
  • قرر الله أن يتدخل ليوقف هذا المشروع البشري. ولكنه لم يهدم البرج بالقوة، بل لجأ إلى طريقة أخرى: "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض" (تكوين 11:7). وهكذا أرسل الله نوعًا من الارتباك اللغوي بينهم.

نتيجة التدخل الإلهي:

  • فجأة، بدأت الناس تتحدث بلغات مختلفة، وأصبحوا غير قادرين على التواصل مع بعضهم البعض. عدم القدرة على الفهم والتعاون بينهم جعلهم غير قادرين على الاستمرار في بناء البرج.
  • مع مرور الوقت، بدأوا يتفرقون وينتشرون في جميع أنحاء الأرض، كل مجموعة تأخذ معها لغة جديدة، وبالتالي نشأت الأمم المختلفة.
  • البرج لم يُستكمل أبدًا، وتم التخلي عن المدينة التي أرادوا بنائها. المكان أصبح يُعرف باسم "بابل"، والتي تعني "بلبلة" لأن الله "بلبل" ألسنتهم وجعلهم مختلفين في اللغة.

الدروس المستفادة:

  1. خطر الكبرياء: الناس أرادوا بناء البرج ليصلوا إلى السماء وليثبتوا عظمتهم، لكن الله أوضح أن الكبرياء والطموح البشري إذا لم يكن في طاعته سينتهي بالفشل.
  2. الوحدة والقوة الحقيقية تأتي من الله: الناس حاولوا الاتحاد في مشروع يتحدى إرادة الله، لكن الاتحاد الحقيقي والقوة يجب أن تكون وفق مشيئته.
  3. تنوع اللغات والثقافات هو جزء من خطة الله: الله هو من خلق هذا التنوع بين البشر، وهذا التنوع يجب أن يُحتفى به بدلًا من مقاومته.
  4. الاعتماد على الله: البناء المادي والمشاريع الكبيرة ليست كافية لإرضاء الله، بل ما يريده هو القلب المطيع والمتواضع.
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Samuel

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق